ماذا بعد الرمضان

أخــي الـحـبـيــب .. أخـتـي الـمـسـلـمــة

هـا نـحـن نـودع رمـضـان الـمـبـارك ، بـنـهـاره الـجـمـيـل ، ولـيـالـيـه الـعـطـرة .
هـا نـحـن نـودع شـهـر الـقـرآن والـصـبـر والـجـهـاد والـرحـمـة والـمـغـفـرة والـعـتـق .

هـل حـقـقـنـا الـتـقـوى فـي مـدرسـة رمـضـان بـشـهـادة الـمـتـقـيـن ؟
هـل ربـيـنـا أنـفـسـنـا عـلـى الـجـهـاد بـأنـواعــه ؟
هـل جاهدنـا أنفسنـا وشهواتنـا وانتصرنـا عليهـا أم غلبـتـنـا العـادات والـتـقـاليـد السيئـة ؟
أسـئـلـة كـثـيـرة وخـواطـر عـديـدة ، تتـداعـى علـى قلـب كـل مسلـم صـادق !

إن كـنـت مِـمـن اسـتـفـاد مـن رمـضـان، وحـقـقـت فـيـه صـفـات الـمـتـقـيـن،
فـصـمـتـه حـقـاً ، وقـمــتـه صـدقـاً، واجـتـهـدت فـي مـجـاهـدة نـفـسـك فـيـه
فـاحـمـد الله واشـكـره واسـألـه الـثـبـات عـلـى ذلـك حـتــى الـمـمـات .

وإيـاك ثـم إيـاك مـن نـقـض الـغـزل بـعـد غـزلـه، والـعـودة إلـى الـمـعـاصـي والـذنـوب .
وأعـلـم أنـه مـن عـلامـات قـبـول الـطـاعـات الإسـتـمـرار والـمـداومـة عـلـيـهـا بـعـد رمـضـان .

يـقـول تـعـالـىواعـبـد ربـك حـتـى يـأتـيـك الـيـقـيـن)
هـكـذا يـكـون الـعـبـد مـسـتـمـر عـلـى طـاعـة الله، ثـابـت عـلـى شـرعـه، مـسـتـقـيـم عـلـى دينـه
لا يـروغ روغـان الـثـعـالـب يـعـبـد الله فـي شـهـر دون شـهـر، أو مـع قـوم دون آخـريـن
بـل يـعلـم أن ربّ رمضـان هـو ربُّ بقيـة الـشهـور والأيـام، وأنّـه رب الأزمنـة والأماكـن كلهـا .

فـلـئـن انـتـهـى صـيـام رمـضـان فـهـنـاك صـيـام الـنـوافـل:
كالـسـت مـن شـوال، والاثـنـيـن والـخمـيـس، والأيـام البـيـض، وعاشـوراء وعرفـة وغيرهـا .
ولـئـن انتـهـى قـيـام رمـضـان فـقـيـام اللـيـل مشـروع فـي كـل ليـلـة (كانوا قليـلاً ما يهجعـون)
ولئـن انـتهـت صدقـة وزكـاة الفـطـر فهـنـاك الزكـاة المفـروضـة وأبـواب الصـدقـات كثيـرة .

وختـامـاً ينبغـي أن تحـرص علـى أعمـال البـر والخيـر،
وأن تكـون يـوم العيـد بيـن الخـوف والرجـاء، تخـاف عـدم القبـول وترجـو مـن الله القبـول .
ولا يغرنـك ما يفعلـه أهـل زماننـا مـن اللهـو والإعراض بـل مبـارزة الله بالمعاصـي يوم العيـد .
مـر وهيـب بـن الـورد علـى أقـوام يلهـون ويلعبـون فـي يـوم العيـد فقـال لهـم:
(عجبـاً لكـم إن كـان الله قد تقبـل صيامكـم فمـا هـذا فعـل الشاكريـن وإن كـان الله لـم يتقبـل فمـا
هـذا فعـل الخائفيـن) فكيـف لـو رأى مايفعلـه أهـل زمانـنـا !!

اسـأل الله أن يتقبـل منـا ومنكـم الصيـام والقيـام وسائـر الأعمـال، وأن يجعـل عيـدنـا سعيـداً
وأن يعيـد علينـا رمضـان أعوامـاً عديـدة، ونحـن فـي حـال أحسـن مـن حالنـا وقــد صلحــت
أحوالنـا وعـزَّت أمتنـا وعـادت إلـى ربهـا عـودة صـادقـة .. اللهـم آميــن .

والسـلام عليكـم ورحمـة الله وبركاتــه